الــمقـدمــة

 اعتنى الإسلام بالعقل اعتناءً بالغًا وجعله من الضرورات الخمس التي حرم الإضرار بها  لتكون نعمة عظيمة شاهدة على ربوبية الخالق  واستحقاقه للألوهية، فالعقل يعتبر أساسًا في المعرفة عند الإنسان، واقتضت حكمة الله عز وجل أن يفاضل بين خلقه في نعمه ومن بينها العقل والعلم والفهم وغير ذلك فالفروق الفردية تعتبر مبدأ أصيلا في الإسلام .
 
  ويشهد العالم في هذا العصر انفجارا تقنيًا ومعلوماتيًا بشكل كبير جدًا، وهذا الأمر لم يحدث إلا بتوفيق الله عز وجل وبأمره ثم بسبب الطاقات والمواهب التي أودعها الله في بني البشر، فالموهوبون في كل مجتمع هم ذخيرة الوطن ومنابع ثروته فهم عدة الحاضر وقادة المستقبل في شتى المجالات  ، فالموهبة كالنبتة إذا تركت دون سقاية ورعاية ذبلت واضمحلت وربما بمرور الأيام تختفي، أو ربما وجهت توجيهًا خاطئًا فتصبح معاول هدم بعد أن كان يرجى منها أن تكون أداة للبناء ، فالعناية بالموهوب تعتبر الورقة الرابحة إذا ما أردنا أن نختصر الوقت للحاق بمن سبقنا في جانب التقنية والعلوم التجريبية
ففي الوقت الحاضر نشأ سببان زادا من أهمية كشف وتنمية المواهب: أولهما اقتصادي، فقد وجد أن الموهوبين يتضاعف إنتاجهم وتزداد مكاسبهم إذا وفرت لهم التربية الدراسية المناسبة لإظهار قدراتهم الكامنة، وثانيهما التنافس مع الدول الأخرى. والمجتمعات التي استطاعت أن تتعرف على المواهب والقدرات غير العادية التي يمتلكها الموهوبون من أبنائها، وإتاحة الفرصة لهم للتعبير عنها واستثمارها هي المجتمعات المنتجة والمتقدمة .
فإن تطوير منظومة متكاملة لرعاية وبناء الكفاءات الوطنية الموهوبة والمبدعة سوف تساهم في نمو المملكة ودفعها الى التحول نحو مجتمع المعرفة يتطلب تظافر الجهود  لإنشاء برامج متقدمة  خاصة للطلبة الموهوبين,  وهذا يتطلب ليس فقط صياغة السياسات والإجراءات بل أيضاً توفير الدعم والتعاون مع مؤسسات المجتمع المختلفة من شركات ومصانع ومراكز علمية، من أجل توفير فرص أفضل لرعاية المواهب والكفاءات الوطنية الواعدة.

ونظراً للحاجة الماسة إلى إيجاد مركز خاص يعنى بالإشراف على اكتشاف الموهوبين ورعايتهم وذلك تطبيقاً لاستراتيجية الدولة في اكتشاف ورعاية الموهوبين في التعلم العام والتعليم العالي فقد جاءت فكرة إنشاء مركز متخصص بالموهبة والإبداع بالجامعة ليحقق الأهداف الاستراتيجية .